جذع تفرق شمله وتجمعا
ذو همة فوق الفلاة ترعرعا = بترت كرائم طلعه فتفرعا
قضت المنون وريبها في طلعه = بمصيبة أزرت به فاسترجعا
وشكا بصمت فقد طلع واحد = فأثابه الرحمنُ أربعةً معا
لله آيات وليس كهذه = جذع تفرق شمله وتجمعا
أبصرت آيته فقلتُ مسبحاً = سبحان من جعل الوحيدة أربعا
هي عبرةٌ في آية من صنعه = ما أبدع الصنع العظيم وأروعا
هي حكمة للناس عن ذي همة = ثبتت عقيدته فلم يتزعزعا
لما أُريد به الفناء تجبراً = رفع التوكل راية فترفعا
عاث العدو به فساداً ظالماً = لكنه لعدوه لم يخضعا
يا من يريد عدوه تركيعهُ = هذا لغير إلهه لم يركعا
فامْدُدْ بأسباب التمكن صابراً = وارفع أكفك للسماء تضرعا
واثبت كما ثبت النخيل بأصلهِ = تحيا على عرض الهدى متربعا
فالله يرعى المؤمنين فكن على = ثقة بمن حفظ النخيل ومن رعا
واصبر لكيد الخائنين محاذراً = أن يعتريك عن السبيل تراجعا
لا ترتج عند العدو سماحة = فالذل من بشع العداوة أبشعا
أو تطلب الماء الزلال من الذي = أسقاك من يمناه سماً ناقعاً
النصر آتٍ لا محالة فارتقب = إجفال ليلٍ عن ضياء ساطعاً
فلربَّ صاحب همة في أمةٍ = أحيا بها جيلاً عريضاً واسعا
ولربَّ فتحٍ قد أطل زمانه = يغدو بإذن الله أمراً واقعا
حاكِ النخيل فإنما هي حكمة = لتبث فيك تشجعاً وتطلعا
هي أمة الإسلام أغدق طلعها = هيهات أن يفنى و (إن) يتقطعا
ما زالت الأجيال من قبس الهدى = كالطلع من جذع كريم يرضعا