الناس في البصرة يتوقون الى تحسين مستوى المعيشة
اذا نظرت الى ارض البصرة من الجو من على متن مروحية عسكرية، فستتبدى لك ارضا جرداء.
الا ان هذه الارض تحتوي على احتياطات نفطية كبيرة. اموال كثيرة تتدفق من الارض، وعلى الرغم من ذلك فان سكان المدينة لم يروا كثيرا منها حتى الان.
فعلى مدى الخمس سنوات الماضية كانت البصرة ارضا للقتال اكثر منها مركزا للاعمال. وبعد بدايات كثيرة غير حقيقة فان المسؤولين العراقيين والبريطانيين يقولون الان انهم يرون علامات من التغيير.
ميخائيل وارينج رجل اعمال بريطاني يترأس لجنة تنمية البصرة وهي الهيئة التي تشرف على اعمال البناء هناك.
ويقول وارينج الان ان الاوضاع في البصرة تتحسن بمرور الوقت بعد اربع زيارات قام بها الى المدينة.
ويقول وارينج " يوجد عدد من التحديات لكن بدأنا نرى بعض التقدم في الجوانب الاقتصادية. مجموعة كبيرة من الشركات تبدي اهتماما بالاستثمار هنا".
والى وقت قريب فان الاوضاع الامنية المتردية كانت تحول بين الاستثمارات الاجنبية وبين البصرة كما انها لم تهيء الظروف الملائمة لازدهار الانشطة الاقتصادية العراقية.
لكن في مارس/ اذار العام الجاري شهدت البصرة تغيرا كبيرا. فقد قامت الحكومة العراقية بحملة عسكرية كبيرة اطلقت عليها " صولة الفرسان" واستطاعت ان تكتسح المليشات المسلحة من المدينة.
فتاتان عراقيتان في البصرة وخلفهما مدرعة بريطانية
وقبل هذه الحملة كان من النادر ان تتوغل قوات التحالف في وسط المدينة، كما عانى السكان المحليون من عنف المليشات المسلحة.
افتقاد الخدمات
ويقول الميجور بول سميث الناطق باسم القوات البريطانية " اعتقد ان هناك شعورا حقيقيا بالتفاؤل هنا. الامن قد تحسن بشكل كبير".
ويضيف سميث " عملية اعادة الاعمار بدأت، شغل الوظائف أخذ طريقه، والبنية التحتية تحسنت".
وقالت الناس التي تحدثنا اليها ان الشوارع اصبحت اكثر امنا الان. لكن البعض يشعر يمكن ان تعود بسهولة. ويشعر الجميع بالقلق حيال الوضع الاقتصادي وافتقاد الخدمات الاساسية".
ويقول احد اصحاب محلات البقالة " البصرة اكثر امنا الان".
ويضيف " لا يوجد سيء يحدث هنا".
ويعبر رجل آخر عن شكواه قائلا " لا توجد وظائف. ولا كهرباء. ما الذي فعلناه كي نستحق هذا".
وقد اخذنا مسؤولون بريطانيون الى وحدة قلب طبية في المستشفى التعليمي بالمدينة، حيث عاد بعض من الموظفين الين فروا سابقا الى اعمالهم.
لكن مدير الوحدة اسعد حسن يبدو على غير متيقن الى من يعود الفضل.
وسألته " هل البريطانيون ساعدوا البصرة؟"
وكانت اجابته عبارة عن وقفة صمت غبر مريحة تلتها ابتسامة غربية وهز الكتفين ثم هزة رأس.
وقبل الغزو الامريكي للبصرة كان مازن السعد احد المستثمرين الرئيسين هناك.
والان فقط يشعر السعد انه مستعد لبدء نشاطه الاقتصادي من جديد. الا انه يعيش في الاردن مع عائلته وليس لديه خطط للعودة.
ويقول " لدي رغبة كبيرة للعيش في البصرة. لكن ليس هذا هو الوقت المناسب لعودة كل الناس" متسائلا " اين التعليم؟"، " اين الخدمات".
هدوء البصرة يمنح مستقبلا افضل